فرضت دولة الإمارات العربية المتحدة ضريبة مالية على أرباح مالية لشخص متمتع بالجنسية السورية يقوم بالاستثمار في بورصة دبي استناداً إلى ضريبة الدخل، وقامت الدولة السورية بفرض ضريبة على ذات الشخص استناداً إلى أنه متمتع بجنسيتها.
في المثال السابق ما يسمى بالازدواج الضريبي….
يعتبر الازدواج الضريبي من أهم الظواهر الاقتصـادية التي أثـارت كثيراً من الأبحـاث والمناقشات بـين رجـال القـانون والاقتصاد و الماليـة العامـة نظراً لأن هـذه الظـاهرة تتعارض مـع مقتضيات العدالة الضريبة.
على ضوء ذلك قامت دولة الإمارات بعقد العديد من الاتفاقيات الثنائية مع مختلف دول العالم والتي تتضمن الجهات والشركات الاستثمارية وشركات النقل الجوي وغيرها من الشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعرف معنا عزيزي القارئ على الازدواج الضريبي وكيف يحدث وما هي شروطه.
لديك سؤال أو استفسار عن الازدواج الضريبي في الإمارات؟ اضغط هنا وتواصل معنا اليوم
مفهوم الازدواج الضريبي
هو خضوع الفرد لضريبتين متشابهتين وتحصيلها بشكل متكرر على ذات الشخص وذات الدخل وفي نفس المدة الزمنية مما يسبب زيادة في التكاليف في بيع السلع وتبادل الخدمات.
شروط الازدواج الضريبي
وحدة الشخص المكلف بالضريبة:
يجب أن يكون الشخص المكلف القانوني واحداً، ولا يثير هذا الشرط صعوبة بالنسبة للأشخاص الطبيعية مقارنة بالأشخاص الاعتبارية.
وحدة الضريبة المفروضة:
أن يقوم الشخص بدفع نفس نوع الضريبة أكثر من مرة مع توفر جميع الشروط الأخرى.
وحدة المادة المفروضة عليها الضريبة:
أن تفرض الضريبة على ذات المادة أو السلعة أو النشاط الذي يقوم الشخص بالعمل به.
وحدة المدة الزمنية المفروضة بها الضريبة:
من الضروري أن يتم فرض الضريبتين في وقت واحد، بحيث لا يمكن حدوث الازدواج الضريبي في حال فرضت إحدى الضريبتين بسنة تختلف عن السنة التي فرضت بها الضريبة الأخرى.
أنواع الازدواج الضريبي
1- الازدواج الضريبي المقصود:
من الممكن أن يسعى المشرع إلى تحقيق الازدواج الضريبي عن قصد من خلال النص عليه في التشريعات الضريبية، وهذا النوع من الازدواج الضريبي تتعمد الدولة إحداثه من أجل غايات محددة وهي:
- الحصول على إيرادات إضافية: وذلك من خلال القيام بفرض ضرائب إضافية إلى جانب الضرائب الأصلية بهدف تحقيق المزيد من الإيرادات أو زيادة العدالة الضريبية أو لسد عجز مؤقت في الموازنة العامة للدولة.
- الحد من ارتفاع الدخل: قد يقوم المشرع بإحداث هذه الضريبة من أجل الحد من ارتفاع الدخل من خلال فرض ضريبة على أصحاب دخول معينة بحيث ينشأ هنا ازدواج ضريبي مقصود لفئة محددة من المكلفين.
- فرض ضريبة على رؤوس الأموال الأجنبية المستثمرة داخل البلد للحد من تدفق الاستثمارات الأجنبية داخل الدولة.
- محاربة الأنشطة الغير مرغوب بها اقتصادياً من خلال فرض ضريبة إضافية على أرباح الشركات أو المشروعات أو المنتجات الكحولية والسجائر للحد من إنتاجها أو التخفيف منها أو التقليل من استهلاكها.
- تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل على رعايا الدول الأجنبية.
2- الازدواج الضريبي الغير مقصود:
يحصل هذا النوع من الازدواج الضريبي بدون قصد من الدولة، وذلك نتيجة عدم التناسق في النظام الضريبي داخلها أو بسبب قيام كل دولة بفرض ضرائب بما لها من حق سيادة وسلطان على إقليمها دون الأخذ بعين الاعتبار إذا كانت هذه الضريبة مفروضة على ذات الشخص ولذات السبب، لذا يكون الازدواج الضريبي الدولي غير مقصود.
3- الازدواج الضريبي الداخلي:
يحصل هذا النوع من الازدواج داخل الدولة الواحدة إذا كانت السلطات المالية التي تفرض الضرائب بين الوعاء الواحد تابعة لذات الدولة أياً كان شكلها سواء اتحادية أو موحدة.
كأن تقوم السلطات المختصة بفرض الضرائب على الدخل إلى جانب ضرائب نوعية أخرى تفرض على كل فرع من فروع الدخل.
4- الازدواج الضريبي الدولي:
وهو الازدواج الذي تحقق أركانه وشروطه أكثر من دولة، وذلك عندما يخضع المكلف لأكثر من نظام ضريبي يقع على ذات المادة وفي نفس المدة الزمنية وعلى نفس الشخص.
فنادراً ما تقوم الدولة عندما تضع تشريع ضريبي أو تعديله بأن تراجع التشريعات الضريبية المطبقة في الدول الأخرى، وهذا ما يسمى بمبدأ السيادة الإقليمية للضريبة والتي تتيح للدولة باتخاذ السلطات المطلقة في إقليمها ووضع نظامها الضريبي وفق مصالحها الوطنية.
كيف يمكن تجنب الازدواج الضريبي
أ- منع الازدواج الضريبي الداخلي: يكون منع الازدواج الداخلي عن طريق التنسيق بين القواعد التي تتبعها السلطات المالية في فرض الضرائب، كما أنه ينبغي على المشرع في الدولة أن يلجأ إلى وضع قواعد خاصة تمنع تعدد القوانين التي تنظم الضرائب، ويمكن للدولة أن تحدد الاختصاصات المختلفة لكل من الحكومة المركزية والسلطات المحلية في فرض الضرائب.
ب- منع الازدواج الضريبي الدولي: بالنسبة للازدواج الدولي فإنه يمثل صعوبات تختلف عن الازدواج الداخلي نظراً لعدم وجود سلطات عليا في المجتمع الدولي تستطيع أن تنسق بين الدول المختلفة ويمكن الحد منه من خلال عقد الاتفاقيات الثنائية وهذا ماعملت عليه دولة الإمارات من خلال الاتفاقيات التالية:
139 اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول العالم والغرض منها:
- دعم الأهداف التنموية والتنويع في مصادر الدخل القومي لدولة الإمارات.
- تجنب الازدواج الضريبي أو الضرائب الغير مباشرة أو التهرب من سداد الضرائب..
- مواجهة تحديات تدفقات التجارة والاستثمار عبر الحدود.
- توفير الحماية الكاملة للأشخاص من حالات الازدواج الضريبي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتجنب عرقلة التدفق الحر للتجارة واستقطاب أكبر عدد ممكن من الاستثمارات لدولة الإمارات.
- مراعاة التحديات الضريبية ومواكبة التغيرات التي تحدث حول العالم بما يتعلق في القطاعات الاقتصادية والمالية والأدوات المالية الجديدة وآليات التسعير التحويلي.
- تشجيع تبادل السلع والخدمات وحركة رؤوس الأموال.
107 اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار مع معظم شركائها التجاريين من أجل تعزيز الأهداف التي ترمي إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتهدف هذه الاتفاقيات إلى:
- تسهيل آلية إنشاء الاستثمارات ومنح الترخيص لها.
- حماية الاستثمارات من كافة التحديات الغير التجارية مثل المصادرة والحجز القضائي.
- التأكيد على تحويل الأرباح والعائدات الأخرى بعملة قابلة للتحويل.
- تشجيع المستثمرين وتوفير الرعاية اللازمة لهم بما يتعلق بالاستثمارات وإدارتها وصيانتها.
- تعويض المستثمر تعويض عادل وفوري وسريع في حالة تعرضه للاستيلاء وفقاً للقيمة السوقية للاستثمار قبل أن يتعرض للاستيلاء.
- تحديد طرق تسوية النزاع الواقع بين المستثمر والدولة من خلال تشجيع الحلول الودية واللجوء إلى المحاكم المحلية والتحكيم الدولي.
يساعدك المستشارون الضريبيون في مكتب فرحات وشركاهم في الإجابة حول أي استفسار متعلق بالازدواج الضريبي.
دائرة البحوث والدراسات
مكتب فرحات وشركاه
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
للاستعلام عن الخدمة :
واتس اب (مراسلة فقط) : 971526922588
ايميل : sales@farahatco.com
