تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تحولات جوهرية في بنيتها التشريعية المالية، تجسدت أبرزها في تطبيق ضريبة الشركات للمرة الأولى بتاريخ 1 يونيو 2023، بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (47) لسنة 2022 بشأن الضريبة على الشركات والأعمال. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الشفافية المالية والامتثال الضريبي، مع الإبقاء على تنافسية بيئة الأعمال في الدولة.
ومن أبرز المستجدات في عام 2025، صدور مبادرة الإعفاء الضريبي التي أطلقتها وزارة المالية بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للضرائب، والمتعلقة بالتسجيل في ضريبة الشركات. تستعرض هذه المقالة الإطار القانوني للتسجيل، الالتزامات المقررة، والإعفاءات الأخيرة وفق أعلى المعايير المهنية.
صدر المرسوم بقانون اتحادي رقم (47) لسنة 2022، ليشكل الإطار القانوني لضريبة الشركات، والذي ينطبق على:
وقد تم تعديله لاحقًا بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (60) لسنة 2023، لتوسيع نطاق التغطية وفرض حد أدنى ضريبي على الشركات متعددة الجنسيات، بما يتماشى مع قواعد الركيزة الثانية (Pillar Two) لمبادرة OECD/G20.
وفقًا للمادة (51) من اللائحة التنفيذية، يجب على كل شخص خاضع لضريبة الشركات أن:
فترات التسجيل بحسب نوع الكيان:
نوع الكيان | الموعد النهائي للتسجيل |
---|---|
الشركات المؤسسة قبل 1 يونيو 2023 | بين 1 يونيو 2023 – 31 ديسمبر 2024 (حسب تاريخ انتهاء الفترة الضريبية الأولى) |
الشركات المؤسسة بعد 1 يونيو 2023 | خلال 3 أشهر من التأسيس أو بدء النشاط |
الأشخاص الطبيعيون (الذين يتجاوز دخلهم 1 مليون درهم سنويًا من النشاط التجاري) | بحلول 31 مارس من السنة التالية لبدء النشاط أو تجاوز الحد المعفى |
تفرض اللائحة التنفيذية للضريبة الاتحادية غرامات صارمة على المخالفين، منها:
وبالتالي، فإن المبادرة الجديدة تمثل فرصة ذهبية لتصحيح الوضع الضريبي وتفادي الالتزامات المالية الناتجة عن التأخير.
في خطوة تعكس مرونة السياسة الضريبية الإماراتية، أعلنت وزارة المالية والهيئة الاتحادية للضرائب في مايو 2025 عن مبادرة لإعفاء الخاضعين لضريبة الشركات وبعض فئات الأشخاص من الغرامات الإدارية الناتجة عن التأخر في التسجيل، وذلك ضمن شروط محددة:
شروط الاستفادة من الإعفاء:
مثال تطبيقي:
تدل هذه المبادرة على توازن الدولة بين فرض الامتثال الضريبي وتشجيع القطاع الخاص. فهي:
بموجب المادتين (4) و(6) من المرسوم بقانون، تم استثناء بعض الأشخاص من التسجيل أو من الخضوع للضريبة، مثل:
في بعض الحالات، لا يُطلب من الشخص الخاضع لضريبة الشركات تقديم إقرار ضريبي كامل، بل يكتفى بتقديم تصريح سنوي للمعلومات، خصوصًا في الحالات الآتية:
📌 ولكن وجب التنبيه أن تقديم هذا التصريح لا يعفي من التسجيل الضريبي، بل هو إجراء مكمل ضمن الالتزام السنوي.
تختلف أنواع الضرائب في الإمارات، وعلى الرغم من أن كل من ضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة تخضع لإشراف الهيئة الاتحادية للضرائب، إلا أن التسجيل في أحد النظامين لا يُغني عن الآخر:
ويجب على الشركات التي تتعامل بكلا النظامين التمييز في الحسابات والسجلات والالتزامات، لضمان التوافق مع كليهما وتفادي الغرامات المزدوجة.
استحدثت الحكومة الإماراتية أنظمة ربط بين:
هذا الربط يتيح للجهات التحقق من امتثال الشركة فورًا، كما يسمح بمقارنة التراخيص والتقارير المالية المقدمة لتفادي التلاعب أو التصريح المزدوج.
في ضوء استراتيجية “الجيل التالي من الخدمات الحكومية”، أصبح التسجيل الضريبي في الإمارات:
هذه البنية الرقمية تُعد من الأكثر تقدمًا في المنطقة، وتمنح الإمارات مكانة مرموقة في سهولة الامتثال والتعاملات الضريبية.
يُعد التسجيل في ضريبة الشركات خطوة إلزامية في دولة الإمارات لعام 2025، وتندرج ضمن تحول استراتيجي أوسع نحو تعزيز الشفافية المالية. في الوقت نفسه، فإن مبادرة الإعفاء الأخيرة تُبرز التزام الدولة بعدم إرهاق المستثمرين، وحرصها على تهيئة بيئة مرنة للامتثال، دون التساهل في القواعد التنظيمية.
ينصح كافة الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين المعنيين بمتابعة مستمرة للمستجدات الصادرة عن الهيئة الاتحادية للضرائب، وتحديث حالتهم الضريبية قبل انتهاء المهلة المحددة لتفادي أي التزام غير متوقع. مستشارو ضرائب الشركات في مكتب فرحات وشركاه سيساعدونكم على التعامل مع قانون ضريبة الدخل على الشركات الجديد ويقدمون النصائح التي تساعد على الامتثال الضريبي لقانون الشركات وتجنب التبعات القانونية لمخالفة القانون.
لا تترددوا بالتواصل معنا للحصول على الاستشارة والمساعدة التي تضمن امتثالكم الضريبية وتجنيبكم للغرامات.
إدارة البحوث والنشر
مكتب فرحات وشركاهم
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.