Get A Quote Book Consultation طلب اجتماع اطلب عرض اسعار
email
phone
whatsapp
whatsapp

دور الامتثال لمكافحة غسل الأموال في حماية الشركات وسمعتها في دولة الإمارات

في ظلّ التسارع الكبير في المعاملات المالية، واتساع استخدام القنوات الرقمية، وتشابك العلاقات التجارية العابرة للحدود، أصبح الالتزام بأنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (AML/CFT) في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من مجرد التزام تنظيمي تقليدي.
فالامتثال اليوم يُعد أداة حماية قانونية واستثمارًا مباشرًا في سمعة المؤسسة واستدامة أعمالها.

إن الشركة التي تعتمد نظام امتثال فعّال، وتلتزم برصد المعاملات غير الاعتيادية، وتقديم تقارير الأنشطة المشبوهة فور ظهورها، ترسل رسالة واضحة إلى الجهات الرقابية، والعملاء، والمستثمرين، مفادها أن إدارتها تقوم على الشفافية، والحوكمة، والإدارة السليمة للمخاطر.
وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على مستوى الثقة السوقية، ويقلّل من احتمالات التعرض للعقوبات المالية، أو تعليق الترخيص، أو الوقوع تحت رقابة تنظيمية مشددة.

وعليه، فإن اعتماد خدمات الامتثال ومكافحة غسل الأموال لا يمكن اعتباره إجراءً احترازيًا ثانويًا أو عبئًا إداريًا، بل هو استثمار استراتيجي في استقرار المشروع، وحماية سمعته، وتعزيز قدرته على النمو في بيئة تنظيمية تتسم بارتفاع معايير الامتثال والدقة.

في هذا المقال، نستعرض بصورة تحليلية:

  • الإطار القانوني المنظّم لمكافحة غسل الأموال في دولة الإمارات
  • الالتزامات الرئيسية المفروضة على الشركات
  • المخاطر المترتبة على عدم الالتزام
  • الدور المحوري لمزوّد خدمة الامتثال المتخصص
    مع إبراز أهمية الاستعانة بخبرات مكتب فرحات وشركاهم لضمان امتثال فعلي ومستدام.

الإطار القانوني لمكافحة غسل الأموال والجهات الرقابية في دولة الإمارات

يشكّل الإطار القانوني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في دولة الإمارات منظومة متكاملة تستند إلى عدة تشريعات رئيسية، من أبرزها:

  • القانون الاتحادي رقم (20) لسنة 2018 بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، والذي يُعد الركيزة الأساسية للتشريع في هذا المجال.
  • قرار مجلس الوزراء رقم (10) لسنة 2019 بشأن اللائحة التنفيذية للقانون، والذي حدّد المفاهيم الأساسية، والالتزامات المفروضة على المؤسسات المالية والأعمال والمهن غير المالية المحددة (DNFBPs)، مثل تعريف النقد، الجهة الرقابية، والكيان غير المالي.
  • المرسوم بقانون اتحادي رقم (26) لسنة 2021 الذي أدخل تعديلات جوهرية لتعزيز الإطار القانوني ومواكبته للتوصيات الدولية والتحديات التشغيلية المتغيرة.
  • قرار مجلس الوزراء رقم (24) لسنة 2022 الذي عدّل بعض أحكام اللائحة التنفيذية، بما يعزز فعالية التطبيق العملي.
  • المرسوم بقانون اتحادي رقم (7) لسنة 2024، والذي تضمّن إنشاء اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وإنشاء اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية.

يمتد نطاق الالتزام ليشمل ما يلي: 

  • المؤسسات المالية
  • الأعمال والمهن غير المالية المحددة (DNFBPs)

كما تشرف على تطبيق هذه المنظومة عدة جهات، أبرزها:

  • مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي (CBUAE) بوصفه الجهة الرقابية الرئيسية على القطاع المالي
  • وحدة المعلومات المالية (FIU) التي تتلقى وتُحلّل تقارير الأنشطة المشبوهة وتشكل حلقة الوصل بين الجهات المالية والرقابية

الالزاميات الأساسية لخدمات الامتثال ومكافحة غسل الأموال

يفرض الإطار التشريعي الإماراتي مجموعة من الالتزامات الجوهرية التي يتعين على الشركات الالتزام بها، ومن أبرزها:

  1. تقييم المخاطر

يتعين على الشركات إجراء تقييم شامل لمخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب قبل إطلاق أي منتج أو خدمة جديدة، مع تحديد الفئات ذات المخاطر المرتفعة.

  1. العناية الواجبة والتعرف على العميل (CDD)

يشمل ذلك التحقق من هوية العميل والمستفيد الحقيقي، وفهم طبيعة النشاط، وتطبيق إجراءات العناية الواجبة المعزّزة عند ارتفاع مستوى المخاطر.

  1. مراقبة المعاملات

فرض نظام متابعة مستمرة للمعاملات المالية والعلاقات التجارية، والتحقيق في أي نشاط غير اعتيادي.

  1. السياسات والإجراءات الداخلية

ضرورة وجود وثائق مكتوبة، وبرامج تدريب، ونظام رقابي فعّال، وسجلات محفوظة وفق المتطلبات القانونية.

  1. الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة (STR/SAR)

الإبلاغ الفوري إلى وحدة المعلومات المالية عند الاشتباه في أي معاملة مرتبطة بغسل الأموال أو تمويل الإرهاب. ومن هنا، يتضح أن الامتثال لأنظمة مكافحة غسل الأموال في دولة الإمارات ليس إجراءً تجميليًا أو اختياريًا، بل التزام قانوني صارم، هدفه الأساسي حماية النظام المالي وسمعة الشركات.

 

مخاطر عدم الالتزام – من الغرامات إلى تشويه السمعة

إن تجاهل متطلبات الامتثال أو تطبيقها بصورة شكلية يعرّض الشركات لمخاطر حقيقية، من أبرزها:

  • العقوبات المالية والإدارية: تمتلك الجهات الرقابية صلاحيات واسعة لفرض غرامات وإجراءات تأديبية قد تكون بالغة التأثير.
  • تعليق أو سحب الترخيص: عدم الالتزام بمتطلبات العناية الواجبة أو الإبلاغ قد يؤدي إلى تعليق النشاط أو سحب الترخيص.
  • تشويه السمعة وفقدان الثقة: في سوق يعتمد بشكل كبير على الثقة، فإن أي مخالفة منشورة أو تحقيق رقابي قد ينعكس سلبًا على صورة الشركة أمام العملاء والمستثمرين.
  • المسؤولية الجنائية والإدارية: قد تمتد تبعات المخالفات إلى الإدارة العليا أو الممثلين القانونيين للشركة.
  • تعطّل العلاقات المصرفية والتمويلية: ضعف الامتثال قد يؤدي إلى رفض التعامل من قبل البنوك أو فرض قيود مشددة، ما يحدّ من فرص النمو.

 

دور مزوّد الخدمة المتخصص في تحقيق امتثال فعلي ومستدام

في ضوء تعقيد الإطار التنظيمي، تصبح الحاجة إلى مزوّد خدمة امتثال متخصص أمرًا بالغ الأهمية. ويشمل دوره:

  1. تحليل مخصص للمخاطر وفق طبيعة النشاط وحجم العمليات
  2. تصميم سياسات وإجراءات مكتوبة متوافقة مع التشريعات
  3. تدريب وتوعية الموظفين باعتبارهم خط الدفاع الأول
  4. تنفيذ أنظمة مراقبة وإعداد التقارير عبر المنصات المعتمدة مثل goAML
  5. مراجعة دورية وتحديث مستمر للسياسات مع تطور المخاطر
  6. الدعم أثناء التفتيش أو التحقيقات الرقابية

إن الاستعانة بمزوّد مختص لا تعني فقط الامتثال للنصوص، بل بناء ثقافة امتثال مؤسسية تصبح جزءًا من هوية الشركة، وتتضح اليوم حقيقة لا لبس فيها، مفادها أن الامتثال لمكافحة غسل الأموال في دولة الإمارات ليس خيارًا شكليًا أو تكتيكيًا، بل واجب قانوني جوهري وأداة أساسية لحماية الشركة وسمعتها وقيمتها السوقية.

الشركات التي تستثمر في منظومة امتثال قوية تحمي نفسها من الغرامات، وتحافظ على ثقة السوق، وتعزّز فرص نموها واستدامتها.
ومن خلال خبرة مكتب فرحات وشركاهم في خدمات الامتثال ومكافحة غسل الأموال، يمكن تصميم برنامج متكامل يتوافق مع طبيعة الأعمال ويضمن حماية قانونية وسمعة مهنية راسخة.

يمكن التواصل مع مكتب فرحات وشركاهم للحصول على استشارات قانونية ومالية متخصصة، وبناء منظومة امتثال تُشكّل استثمارًا حقيقيًا في الاستقرار والنجاح التجاري طويل الأمد.